في الأخير ، يمكن القول أن السياسة العامة بمفهومها هذا تضخم فكرة التلاحم
المتداولة أو المفرزة مرة أخرى، وهذا لا يعني بالأكيد أن هؤلاء المؤلفين
لديهم بالضرورة نظرة واضحة حول ما يدور ، أو على الأقل عن التأثيرات
المحدودة لعمل المؤسسات ببساطة مفهوم السياسة العامة يدفع للتفكير في
القرارات غير المعزولة ولكن المدمجة في حد أدنى من الاستمرارية ،و مشروط
بمصب (Aval) و تشترط منبع (Amont)(7).
III.المقاربات الوطنية للسياسات العامة
يطرح هذا العنوان فكرة تدور حول الإتجاه نحو عدم فصل تحليل السياسات العامة
و تنوع النقاشات القومية .
منذ سنوات السبعينات، تحليل السياسة العامة أخذ شيء فشيئا مكانة هامة في
خضم علوم السياسة. هذه المقاربة بعيدة أن تكون متجانسة ، ولكن في الواقع
تطويرها تميز أيضا ببعض التعارض أو الإنفصال ، أو على الأقل تميز بالطابع
الفاصل بين المختصين في السياسة العامة عن باقي البحث العلمي المنجز عن
السلطة (
.
قبل الغوص في هذا الإتجاه ، العناصر الآتية تبحث في تساؤل عن حالة تحليل
السياسات العامة في أربعة بلدان بالخصوص : فرنسا ، الولايات المتحدة،
ألمانيا، و المملكة المتحدة، و بأكثر دقة ، سنحاول تسليط الضوء ولو بإيجاز
عن الصيغة التي يحاول مختص السياسة العامة في كل بلد من تحديد مشكل
العلاقة بين التدخل العمومي و السياسة عبرها. وهذا يطرح ثلاث تساؤلات
مركزية (9).
- ما هي المدارس الأساسية للبحث في السياسة العامة؟
- ما هي العلاقات الرابطة بين تحليل السياسات العامة و العلوم السياسية؟
- كيف تصاغ و تعالج العلاقة المفصلية بين السياسات العامة (Policies) /المنافسة السياسية (Politics)/ و الفضاء السياسي (Polity)؟
إذا كان هناك توافق في النقاط بين الأجوبة ، فإن التفسير سيحمل عدد كبير
من التعارضات الهامة المفسرة عبر تقاطع متغيرين: سوسيولوجيا العلوم
للسياسة من جهة و تغيرات الرهان الملاحظ في السياسة العامة من جهة أخرى.