جامعة خنشلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى التواصل بين طلبة جامعة عباس لغرور خنشلة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 إشكالية الشباب المهاجر بين الإندماج والإنعزال في المجتمعات الأوربية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 303
تاريخ التسجيل : 09/05/2013

إشكالية الشباب المهاجر بين الإندماج والإنعزال في المجتمعات الأوربية Empty
مُساهمةموضوع: إشكالية الشباب المهاجر بين الإندماج والإنعزال في المجتمعات الأوربية   إشكالية الشباب المهاجر بين الإندماج والإنعزال في المجتمعات الأوربية Emptyالجمعة مايو 10, 2013 2:08 pm

> السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إشكالية الشباب المهاجر بين الإندماج والإنعزال
في المجتمعات الأوربية

بقلم: الدكتور توفيق آلتونجي
دكتوراه تخطيط وسايبرنتك اقتصادي

مجلة العلوم الإنسانية : العدد 6 فبراير 2004
تمهيد:
المجتمعات البشرية مرت وعبر العصور في مراحل تطورية ومنذ الخليقة الاولى حيث جارت ذلك التغير تغير مماثل في الهيكل العام لتكوين المجتمع ( الاديان ,العادات , التقاليد , العرف , العقيدة , الارث الثقافي ...) وللاديان الدور المقرر في هذ المظمار وخاصة ان الدين ياتي بالجديد ويقلب كل الموازين الفكرية في المجتمع وهنا نرى بان المجتمعات الانسانية قد تحولت سلميا او عن طريق القوة (الحرب والغزوات والاجتياح والظم والاحتلال ...) وغيرت عقائدها السابقة والنظام الفكري العام للمجتمع والاساس التنظيمي للحكم , وهناك العديد من التقاليد والاعراف السائدة الى يومنا هذا ترجع الى ما قبل ظهور الديانات. لنلقي نظرة على المجتمعات في دول امريكا اللاتينية والدول الافريقية لنرى مدى تمسكهم لحد يومنا هذا بالتقاليد والعرف والعادات القديمة والتي بعظها تعود الى انظمتهم العقائدية حيث نرى تطعيم تلك العادات في دياناتهم الجديدة وقد احترمت الديانات السماوية بعض تلك العادات والتقاليد فتحولت الى حالة مقبولة عند بعض الامم وقد تعجبت عندما ناقشني احد المسلمين من بوسنة حول تحريم الزواج من بنات العم وحاول جاهدا اقناعي بان تلك العادة تقليد اسلامي وحصل نفس الحادث معي قبل اكثر من ثلاثون عاما في احدى القرى التركية حيث توجهت الى المسجد مع القرويين للصلاة فما كان من امام المسجد الا ان يخطب فينا في مساوئ الشارب ونبذ اطالتها واعتبارها رمزا للشيوعية في حين ان العراقيين يعتبرون الشارب من علامات الرجولة.

اذن الموروث الثقافي بصورة عامة متاصل الجذور في المجتمعات وفي نفوس البشر وذلك ما نراه جليا في التكوين الثقافي للاجئ حيث تراه رغم انة ترك وهجر موطنه الاصلي الى بلاد متطورة اقتصاديا تفوق عشرات المرات مستويات المعيشة في بلده الاصلي اقول تراه لا يزال يفكر بنفس منطق مواطنيه رغم مرور عقود على هجرته واستيطانه الغرب.

التغير الهيكلي للمجتمعات الانسانية:
الدول الاوربية عانت من حروب طويلة ومن عملية تطورية فكرية وسياسية طويلة الاجل قبل ان تصل الى ما وصلته من رقي وتطور اقتصادي وفكري. ولست ها هنا اشيد مبينا ايجابيات المجتمعات الاوربية او سلبياتها بل اريد تاكيد اهمية العامل الاقتصادي في اعادة هيكلة المجتمات. يعتبر العامل الاقتصادي ركيزة اساسية في مسعى الدول الاوربية عند تخطيط سياساتها تجاه المهاجرين وخاصة تلك المرتبطة باندماجهم وتاقلمهم في المجتمعات الاوربية.

العامل الاقتصادي مهم جدا في اعادة هيكلة المجتمعات ومن المؤكد ان مراحل التطور البشري على المعورة (الصياد , الفلاح , العامل , المعلوماتي) يوازيه دوما هيكلة خاصة بكل دور ويجاريه دوما انظمة وقوانين وقيم سائدة في تلك المرحلة التاريخية. العراق القديم يقدم لنا نموذج لقوانين سادت في فترات تاريخية معينة وعكست تركيبة المجتمع والعرف السائدة انذاك حيث الملك ورجال الدين والنبلاء والكتبة والعبيد والاسرى والاجانب والمواطنين العاديين وروح قوانين حمورابي تعكس تلك التركيبة في المجتمع العراقي القديم.

البطالة من الامور الاساسية التي توثر على هيكلية المجتمع. ان تشكيل العصابات المنظمة نتيجة لانتشار البطالة بين الشباب من النتائج السلبية التي تترتب على المجتمع وقد يطورون ادائهم متحولين بذلك الى دولة داخل دولة ( يستعمل كلمة مافيا في الوقت الحاظر عموما موسعا للدلالة على نوع التفكير عند الجريمة المنظمة) والجدير بالذكر ان تلك الكلمة اي المافيا تحولت بمرور الزمن الى مصطلح للجريمة المنظمة اينما وجدت حيث يسود روح عدم احترام القانون والسلطة التنفيذية بل والاسوء من هذا وذاك هي شراء الذمم وصولا الى غاياتهم الاجرامية.

العمل , العامل المقرر و النهائي لعافية المجتمعات:
المؤشرات الاحصائية الاقتصادية تبين ان المجتمعات التي تسودها عجز اقتصادي ولا تتمكن حكوماتها من ادارة شؤون البلاد وثروتها الوطنية ويسود مفهوم المجتمع الاستهلاكي الغير المنتج على مجمل اداء الشعب حيث البطالة تحصد الشباب الذين يعتبرون القوة العاملة الاساسية للبلاد. تلك المجتمعات تكون هيكلتها العامة هشة ونظامها السياسي غير مستقر. هنا نرى في تلك المجتمعات ان الشركات الخاصة تحاول اخذ الاجرائات الصارمة لمنع حدوث السرقات والمخالفات باتخاذها قرارات احترازية تضمن بالدرجة الاولى المحافظة على مستويات الانتاج وتحسينها, حيث تستخدم العمال والفنيون المهرة منتخبا اياهم من بين عدد هائل من طالبي العمل. يؤدي كل ذلك الى انخفاض رواتب العاملين نتيجة لعدم وجود العدد الكافي من اماكن العمل في حين تكون المنافسة كبيرة بين باحثي العمل على الوظيفة الشاغرة.

هنا نرى ان الازمة الاقتصادية التي اجتاحت الولايات المتحدة في الثلاثينات اثرت ليس فقط في هيكلة المجتمع الامريكي بل حتى على الكثير من دول العالم الاخرى ومجتمعاتها.
البطالة كانت من اهم اسباب انتشار الجريمة في المجتمع ( السرقة , السطو , النهب , الدعارة , التهريب , ...) واستمرارية الازمة الاقتصادية ادت الى تاصل تقليد واعراف للجريمة في المجتمع متحولا الى حالة مقبولة في المجتمع حيث ينعت الجاني بالبطل متحولا الى اسطورة شعبية يغنيها العامة وتدور احداث بطولاته في الجلسات والنوادي ويتحول الى فلم سينمائي وربما يتحول المجرم الى احد المدفاعين عن المظلومين والفقراء رغم انه في قرارة نفسة ليس سوى لص بنى جاه وعزه باموال واروح الاخرين من الناس.

لقد لاحظ الباحثون كذلك ان البلاغ عن الجريمة ليس مرتبط دوما بالحالة الاقتصادية للمجتمع وقد يكون العكس اي ان الغناء الحياه المرفهة واليسر يؤديان الى زيادة في استهلاك الخمور وتعاطي المخدرات اللذان يؤديان بدورهما الى زيادة ملحوظة في نسبة الجريمة في المجتمع.
الجدير بالذكر ان الزيادة السكانية تعتبر من العوامل المهمة في تغير هيكلة المجتمعات وقد يظهر توزيع الهرم السكاني (توزيع السكان حسب الاعمار) مدى كون المجتمع شابا او هرما. الخطر الكبير في المجتمعات التي تكون فيها اعداد كبيرة من الشباب (15 - 19 ) سنة عاطلين عن العمل يبرز في النسبة العالية للجريمة. هنا نرى اهمية كون الشباب المهاجر واعيا لدوره في المجتمع الاوربي خاصة ان المجتمع يقدم تسهيلات كبيرة لهم في كون الدراسة مجانية حتى الصفوف النهائية من الجامعة وحيث ان الجيل الاول من المهاجرين لا يزالون يعانون شتى انواع الحواجز الاجتماعية منها والعلمية في دخول سوق العمل مما ادى الى ان يكون نسبتهم الاعلى في البطالة قياسا الى نسبة الى مواطني البلد الاصليين.

تاثير البيئة والمحيط على المهاجرين وابنائهم:
ان المهاجرين عادة يقطنون في اطراف المدن الكبيرة في احياء منعزلة ينتج عنها عدم اندماجهم وتكاملهم في المجتمعات الاوربية من ناحية ومن ناحية اخرى ترتفع نسبة البطالة فيهم فيما يؤدي كل ذلك الى ارتفاع نسبة الجريمة بينهم. يتخوف المجتمع الاوربي بصورة عامة من تلك الظاهرة التي بدات في الانتشار في ضواحي المدن الكبيرة ويحاول الباحثون ايجاد السبل والطرق الناجعة لتحليل اسباب ومسببات تلك الظاهرة في عملية تاهيلية للاجئ من اجل الوصول الى حل لتلك المعظلة خاصة اذا علمنا ان الجيل الثاني من ا بناء المهاجرين وصلوا الى اعمار مناسبة للعمل وولوج سوق العمل يختار ابناء المهاجرون تكوين مجتمعات شبابية مغلوقة في تجمعات تختار نوع واسلوب معين للحياة وثقافة خاصة بهم. لا ريب ان عدم اندماج تلك المجاميع في المجتمعات الجديدة من ناحية ومن ناحية اخرى ما يلاقونه من صعوبات جمة في التكامل الاجتماعي وفي المدرسة واماكن العمل وامان اللهو من مضايقات تحذوا بهم الى تغبر مسارات حياتهم. وليس من الغريب ان يتجه الشباب المهاجر الى الرياضة لفرض نفسه في تلك المجتمعات من ناحية ومن ناحية اخرى يتجهون الى نوع من الرياضة العنيفة كالمصارعة والملاكمة وانواع الرياضة تادفتعبة اليابانية في عملية اثبات وجود وتكوين شخصية يعتمد على قوة الذراع في اثبات وجودهم واحترام الاخرين.

ان العرف والتقاليد السائدة في الوطن الام يسير مجرى الدم في عروق المهاجر ويحمله معه اينما حل وكان وقد يكون ذلك عائقا كبيرا في عملية تكامله واندماجه في المجتمعات الاوربية بينما تبقى الدولة حائرة امام جهودها وبرامجها الخاصة بالاتطباع الاجتماعي للاجئين في مجتمعاتهم الجديدة, وتلك الاعراف والتقاليد تؤدي كذلك الى نشوء صراع خفي بين الجيل القديم وابنائه في المهجر وقد نسمع او نقرء عن جرائم مرتكبة باسم غسل العار في العديد من الدول الاوربية يكون فيها الجاني الاب او الاخ او القريب بينما تفقد صبية بعمر الزهور حياتها ومستقبلها . جرائم الشباب من الاجئين يزداد طرديا بزيادتهم في المجتمعات ويضاف الى قائمة اسماء المجرمين اسماء جديدة يوميا وتلك الجرائم تنحصر بصورة عامة في عمليات السطو والنهب والسرقة وتخريب الممتلكات العامة والخاصة والاعتدائات على الناس وتهديدهم والقتل المتعمد وقد زاد في اعدادهم انعزالهم في احياء على اطراف المدن وصعوبة تاقلمهم في المجتمعات الجديدة.

يحتار الباحثون في تحليل مسببات تلك الجرائم للمهاجرين قد طال بقائهم اكثر من اربعين عاما في المجتمعات الاوربية دون ان يطال اي تغير في نظرتهم للارث الثقافي الذي يحملونه في طيات فكرهم وربما دون وعي احيانا يتركونه ميراث للاجيال القادمة في كل الازمنة واينما حلوا. الباحثان " شاو و مك كاي" يعطيان تفسيرا لتلك الظاهرة من خلال" التفكيك الاجتماعي " باعتقادهم ان العائلة ستتفكك في حين تقل تاثير المؤسسة الدينية والمدرسة في عقلية الناس فينسلخ الشاب متجها الى المجموعات والعصابات المجرمة وهناك تفسيرات اخرى شبيهة لما ذهب اليه الكاتبان في الاربعينيات وقد يفسر اخرون الظاهرة من زاوية "الاجهاد" الذي بات من صفات العصر حيث يتوجه الشاب الى طريق الجريمة كطريق منطقي للحصول بسهولة على الثروة والاغناء السريع خاصة تلك المجموعة من الشباب الذين يعانون الكثير من الصعوبات في حياتهم الدراسية ومشاكل التاقلم في المجتمع. هناك نظرية اخرى باسم " الشباك المفتوح" لتفسير تلك الظاهرة حيث يبرز اهمية كون الجريمة كرد فعل للشباب تجاه المجتمع وكاشارة الى فقدانهم للاهتمام و للرعاية والعناية والشعور بالمسؤولية وفقدان الامن والطمئنينة لدى الشباب وغياب الامل من المستقبل وغموضه.
يزداد الهوة الفاصلة بين المجتمع والشباب المهاجر يوما بعد يوم وخاصة تلك العلاقة مع السلطات التنفيذية حيث تظعف الثقة المتبادلة بينهم بينما يزداد شوكة الشباب الفاشي والمتطرف في الاستفادة من النماذج السلبية من الشباب المهاجر واعطائهم كنموذج في الدعاية الموجهة ضد المهاجرين بصورة عامة والشرقي بصورة خاصة.

البرامج والخطط الحكومية :
يكاد ان يكون مجمل البرامج الحكومية فاشلة فيما يخص باقلمة واندماج المهاجر في المجتمعات الاوربية في حين ان الهوة الفاصلة بين ابناء المجتمع الاصليين والمهاجرين يؤدي الى تغيرات في تركيب هيكلة المجتمع وظهور طبقات جديدة في المجتمع منعزلة تطبق ما لها من انظمة عرفية وتقاليد غير مبالين باحكام القانون السائد في مجتمعاتهم . كل ذلك يؤدي الى غياب الحوار الحظاري الى ما نسمية بالعامة "حوار الطرشان" وتسود ظاهرة الفردية في المجتمعات حيث يقوم الفرد بنفسة باخذ القرار وتطبيقة مبتعدا عن التنظيمات الاجتماعية كالاحزاب والجمعيات والنوادي والنقابات وبذلك ينعزل الفرد ويتقوقع على نفسة ضمن نظام تفكير اكثر ارتباطا بوطنه الام وتقاليد الاجداد.

قد تكون نظام العولمة والتجارة الحرة الدولية عاملا جديدا في اعادة تركيبة المجتمعات بعد ان يتحرر التجارة في عالم شبيه بالقرية الكونية يلبس الناس فيها نفس الماركات وياكلون في نفس المطاعم وتلغى الحدود الوطنية للدول ويمسي التنقل للافراد والبظائع والاموال دون حدود كما هي عليه اليوم في الاتحاد الاوربي الذي ربما سيتحول الى قوة اساسية فاعلة في المجتمع الدولي بعد ان يكون اكتمل اقتصاديا واجتماعيا وعسكريا وبيئيا ونقديا وامور اخري كثيرة متحولا بذلك الى نموذج عالمي للاتحاد بين دول متعددة القوميات والانظمة واللغات والثقافات متعايشة ومتوحدة سلميا متحولة الى قوة مؤثرة للسلام العالمي . اتذكر استاذي في موضوع العولمة الامريكي وهو يردد دوما مقولة ما معناه ان من يتمكن الاستفادة في الوقت الحاظر ويحسن حالته الاقتصادية فهو لها والا سيكون العالم عالما اخر بعد حين وربما اقول وربما سمع الكثير من رؤساء دول العالم تلك النصيحة فتراهم يتركون كرسي الحكم ويوريثونها لابنائهم .

العولمة يظاف اليها التطورات العلمية والتقنية في المستقبل توازيها تطور مماثل للجريمة وادواتها ستغير هيكلة المجتمعات , وربما سيعي وينتبه المهاجرون يوما ويلتفتوا الى ان ابنائهم الذين سيرثون بعدهم فيؤهلونهم حسب تلك المفاهيم والاسس المقبولة لدى الجميع يبعدهم ذلك الانزلاق والانظمام الى مجاميع مجرمة تسيئ الى المهاجرين انفسهم بالدرجة الاولى ودون ان يفقهوا تراهم قد تحولوا الى اداة قمعية ومثالا سلبيا يكون الموضوع الاساسي لطروحات حاملي الفكر المتطرف في المجتمعات الاوربية عند نقاشهم حول سلبيات تواجد الشباب الاجئ في المجتمعات الغربية.


تحياتي واحتراماتي للجميع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://khenchelauniv.yoo7.com
 
إشكالية الشباب المهاجر بين الإندماج والإنعزال في المجتمعات الأوربية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نصف الشباب الجزائري لا يفكر في الزواج

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جامعة خنشلة :: كلية العلوم الانسانية والاجتماعية :: قسم علم الاجتماع-
انتقل الى: