ماهو واقع اللغة العربية في مجتمعنا؟...بعيدا عن التركيز على المصطلحات، أعتقد أن ربط واقع اللغة لا يكون بالمجتمع
تحديدا بل بالجيل، بمعنى أن تحليل مكانة أي لغة - والعربية على وجه الخصوص- مرتبط بتأصلها أو دعنا نقول بأثرها أثناء تعاقب الأجيال....
وعليه فإن الشباب هو آخر من يسأل عن تراجع دور اللغة العربية حاليا...فبنظرة منطقية يمثل الشباب امتدادا لجيلا يبدو أنه
قصّر أو أرغم على الأقل في الحفاظ على هويته الّلغوية. هنا نتوجه بالحديث نحو الجانب التاريخي الذي يؤكد هذا الأمر.
كنت قبل فترة أشاهد برنامجا تلفزيونيا كان جميع المتحاورون جزائريين وموضوع النقاش محلي بحت، لكن كل النقاش كان
باللغة الفرنسية، قد يبدو الأمر مألوفا ولكن لفت انتباهي هذا الأمر بشكل واضح حول مانناقشه الآن... مؤسف فعلا، فإدراكنا
للغة الفرنسية وتمكننا منها أمر ، وأن نتحدّث بها في أي مكان وأي زمان أمر آخر، فهو إن دلّ على شيئ فإنما يدل على
فقداننا لهويتنا و أن الاستعمار مازال بيننا.... طبعا هذا الكلام يخص واقع اللغة العربية كلغة أساسية في الجانب الاجنماعي و
الفكري و الحواري.
أما عن الجانب العلمي لا يتطلب دراسة التاريخ فحسب بل يتطلب دراسة تاريخ العلوم ككل...وهو مايثبت تأخر كبير جدا للغة
العربية، ويكفي أن كل دراساتنا و بحوثنا العلمية هي باللغة الأجنبية، مع ذلك استعمال اللغة العربية بدأ يحظى باهتمام كبير و
واسع في العالم، وآخر إحصائية تؤكد تواجدها ضمن العشر لغات الأكبر استعمالا في العالم وهي بذلك تتفوق على
اللغة الفرنسية التي احتلت مرتبة متأخرة...
خلاصة القول وما يجعلنا نطمإن أن اللغة العربية هي لغة القرآن وبالتالي هي محفوظة بحفظ القرآن...إذن لا خوف عليها ولا
هم يحزنون...
أجدد شكري واخترامي للجميع
