النزاع الهندي الباكستاني
مقدمة:
تابع العالم ـ بقلق بالغ ـ التوترات بين الهند وباكستان في إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين، إذ اعتبر "كشمير" في قلب النزاع الدائر بين البلدين منذ عام 1947م عام استقلال شبه القارة الهندية من الاستعمار البريطاني من دون أن يشهد حلا سلميا له وهي مصدر توتر على درجة من الخطورة خصوصا وأن كل من الهند وباكستان هما دولتان نوويتان.
وما هي أسباب هذا النزاع؟
ما هي آليات واستراتيجيات كل من الهند وباكستان لإدارة هذا النزاع؟
وهل ستشهد العلاقات الهندية الباكستانية تطورات إيجابية بشأن كشمير؟
I. جذور النزاع الهندي الباكستاني:
I.1. الهند في ظل الاستعمار البريطاني:
تقع شبه القارة الهندية في الجزء الجنوبي من آسيا، متعددة الأثينيات، ظهرت فيها العديد من الإمبراطوريات، كان آخرها الإمبراطورية البريطانية التي تطلعت إلى بلاد الهند بعد أن أسست "شركة الهند الشرقية" عام 1600م التي استمرت حتى عام 1833م حتى أوقف نشاطها من قبل الدولة التي حلت ـ رسميا ـ محل الشركة ، فأصبحت بلاد الهند تابعة مباشرو للتاج البريطاني.
وقد أبرمت معاهدة باسم "معاهدة أمر يشار" عام 1846م بين الحكومة البريطانية والمهرجا غولاب سنغ لتكريس ذلك .
وقد تسارع الإيقاع السياسي في الهند وظهرت حركات التحرر المقاومة للمستعمرين مدعومة بمجموعة من المناضلين المهاتما غاندي ، جوهر لال نهرو، محمد علي جناح.
فتقدمت الهند نحو حكمها الذاتي ، لا سيما بعد مشاركة الهند في الح.ع .II إلى جانب بريطانيا ، وقد وعد البريطانيون الهنود بالاستقلال على أن تكون:
الهند محمية مستقلة في الكومنولث البريطاني .
فرفض الهنود هذا العرض ، فأعلن الشعب عن العصيان المدني في عام1942م مما جعل الحكومة البريطانية في الهند تقمع ذلك ، وثم سجن الزعماء بما فيهم غاندي ولم يفرج عنهم إلا عشية انتهاء الحرب العالمية الثانية ثم عادت مفاوضات الاستقلال بين الهنود والحكومة البريطانية في الهند .
I.2. التقسيم والاستقلال:
أعلنت بريطانيا عزمها على نقل الحكومة إلى الهنود فخشي المسلمون استئثار الهندوس بالحكومة على حسابهم فطالبوا بدولة مستقلة ،وقد عارض حزب " المؤتمر القومي الهندي " تقسيم البلاد لكن لم يكن ثمة خيار آخر ، وكان المسلمون قد اتفقوا على تسمية دولتهم المرتقبة بـ "باكستان" التي تعني باللغة الأردية " أرض الأطهار".
وكان للقائد محمد علي جناح(1876م - 1948م) الدور البارز في تأسيس باكستان كدولة للمسلمين في الهند.
أدرك اللورد(مونتباتن) نائب الملك في الهند و( جواهرلالنهرو) ضرورة التسليم بأمر التقسيم على أسس دينية ، أثنية (عرقية) وثقافية خصوصا بعدوقوع مصادمات عنيفة بين المسلمين والهندوس .
ومن المفارقات حصول الجزء (باكستان ) على الاستقلال قبل الكل (الهند) ، حيث استقلت (باكستان) في 14 أوت 1947م وأصبح القائد محمد علي جناح حاكما عاما لها واختيرت (كراتشي) عاصمة لها . بينما حصلت (الهند) على استقلالها في اليوم التالي: 15 أوت 1947م وأصبح جوهرلال نهرو أول رئيس لوزارتها واختيرت (دلهي الجديدة) عاصمة لها .
وقد تكونت باكستان من جزأين (باكستان الغربية) و (باكستان الشرقية) ، ويفصل بينهما الجزء الشمالي للهند .
I.3. الحروب الهندية الباكستانية:
النزاع بين الهند وباكستان استمرار لنزاعات سابقة، زاد في الحدة والتوتر بسبب العوامل التي طرأت بعد التقسيم .
فقامت ثلاث حروب بين البلدين اثنان منها بسبب "إقليم كشمير" التي يعود النزاع بشأنه إلى سنة التقسيم 1947م .
وجاء نشوب الأزمة الكشميرية عندما أقدم المهرجاهاري سنج حاكم الولاية(ينتمي للديانة الهندوسية) على إظهار نواياه اتجاه الانضمام إلى الهند على النقيض من رغبة أغلبية السكان (من المسلمين) ، حدثت ثورة في الولاية تبعها فرار حاكمها بالانضمام للهند بعد ان بدأ رجال القبائل والثوار المسلمون في الاستيلاء على أجزاء من الولاية في الوقت الذي أنزلت فيه الهند قواتها بسرينجار عاصمة الولاية .
فنشبت الحرب بين قوات البلدين منذ أواخر 1948م ، واستمرت حتى جانفي 1949م . وقد لجأ الطرفان للأمم المتحدة التي شكلت "لجنة الأمم المتحدة بشأن الهند وباكستان" ، واتخذت قرار يوم 13 أوت 1948م ثم قرار وقف إطلاق النار يوم 5 جانفي 1949م الذي نص على (03) أمور أساسية ، وهي:
1- وقف إطلاق النار وتحديد خط وقف إطلاق النار.
2- إخلاء جامو وكشمير من القوات العسكرية التي دخلتها وسحب القوات المتحاربة إلى مواقعها السابقة على القتال .
3- إجراء استفتاء حر ومحايد تحت إشراف الأمم المتحدة .
وتم تنفيذ البند الأول من القرار أما البندان الثاني والثالث فلم ينفذا نظرا لاختلاف تفسيرات الجانبين لبنود القرار .
وبعد تنفيذ وقف إطلاق النار وتحديد وقف إطلاق النار ، أصبح الجزء الشمالي من كشمير
يخضع لسيطرت باكستان وباقي كشمير تحت السيطرة الهندية . ويلاحظ أن كافة سكان الجزء الواقع تحت سيطرت باكستان ويعرف باسم كشمير الحرة (أزاد كشمير) من المسلمين. أما الجزء الواقع تحت سيطرت الهند ويضم 3/2 الإقليم ويضم 60% من سكانه من المسلمين (جامو وكشمير) وهو ما يثير الأغلبية المسلمة ضد الحكومة الهندية التي تسيطر على الإقليم. وقد تم نشر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على جانبي خط وقف إطلاق النار حتى عام 1972م.
وبذلك استمر تطلع الهند وباكستان لضم إقليم كشمير لأسباب دينية واقتصادية وسياسية . وتقيم باكستان دعواها (في هيئة الأمم المتحدة ) للمطالبة بضم كشمير إليها بناءا على الأسباب التالية:
1- إن غالبية سكان كشمير من المسلمين.
2- إن – كشمير قبل تقسيم بلاد الهند كانت مرتبطة بالأقاليم الباكستانية الحالية بطرق تجارية برية تربطها بالعالم الإسلامي .
3- إن السيطرة الهندية على كشمير تعرض الأمن القومي الباكستاني للخطر بسبب نقص مقومات الدفاع الطبيعية بين جنوب كشمير وباكستان .
بينما تقيم الهند دعواها لضم كشمير إليها بناءا على الأسس التالية:
1- إن حكومة كشمير الشرعية وافقت على الانضمام إلى الهند في عام 1947م.
2- قيام الهند ـ منذ عام 1947م ـ بإنشاء مشروعات تنموية واقتصادية ضخمة في كشمير . وترى الحكومة الهندية انها قادرة على تحقيق المستقبل الاقتصادي في كشمير بفضل أسواقها الضخمة بأكثر مما تستطيعه باكستان.
3- إن الهند ملتزمة بحماية الأقليات الهندوسية التي تعيش في جامو.
ويوجد عدة بدائل عرضتها هيئة المم المتحدة لتسوية النزاع بين الهند و باكستان بشأن كشمير منها:
1- إجراء استفتاء عام في جميع انحاء كشمير يسبقه انسحاب لقوات البلدين (لكن الهند ترفض تماما إخلاء المناطق التي سيطرت عليها.
2- ضم منطقتي جامو الهندوسية ولاداخ البوذية إلى الهند .وضم باكستان وجاجلت (المسلمتين) على باكستان وإجراء استفتاء في باقي المناطق .
3- استقلال كشمير عن البلدين لتكون كيانا سياسيا مستقلا.
4- إشراف المم المتحدة ـ بشكل ما ـ على كشمير.
5- تقسيم كشمير بناءا على خط وقف إطلاق النار عام1949م(وقد رجت نهروبهذا الاقتراحعام1956م، لكن باكستان ترفض هذا الحل) .
حرب 1965م والنزاع الثاني بين الهند وباكستان:
نشب النزاع المسلح بين الهند وباكستان من جديد بسبب مشكلة كشمير في 05 أوت 1965م وأصدر مجلس الأمن في 20 سبتمبر 1965 قرارا يوقف إطلاق النار وانسحاب جميع القوات من الجانبين إلى الخطوط التي كانو متمركزين فيها منذ عام1979م ووقف إطلاق النار الأول بين الدولتين.
وفي الفترة ما بين 04-10 جانفي 1966م وقعت الدولتين على إعلان خاص.
العلاقات بين الدولتين أطلق عليه اتفاق طشقند ، تضمن عدة نقاط أهمها:
1- استعادة العلاقات ـ الطبيعية ـ بين الدولتين.
2- انسحاب قوات الدولتين.
3- إطلاق سراح أسرى الحرب.
4- استعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما بالإضافة للعلاقات الاقتصادية والتبادل الثنائي و التجاري .
5- وقف الحملات الإعلامية والدعائية.
6- التعامل مع مسألة اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين.
حرب عام 1971م:
نشب النزاع من جديد بين الهند وباكستان في ديسمبر 1971م ولم تكن كشمير هي سبب النزاع هذه المرة ولكن المشكلة كانت بسبب قضية انفصال باكستان الشرقية وظهور دولة بنجلاديش . إذ وقعت اضطرابات وعصيان مدني في باكستان الشرقية في عام 1971مبعد رفض القيادة العسكرية الباكستانية للاعتراف بنتائج أول انتخابات دستورية في البلاد فانفجرت ثورة في البنغال تطالب بالانفصال عن باكستان ، قام خلالها الجيش الباكستاني بعمليات قمع راح ضحيتها مليون شخص . ونزح أكثر من عشرة ملايين آخرين إلى داخل الحدود الهندية هنا تدخلت الهند وقررت مساندة هذه الحركة الانفصالية سياسيا وعسكريا .
وفي نهاية افريل1972م عقدت الهند وباكستان محادثات لتسوية الصيغ القانونية لمحادثات القمة في سيما لا، تم من خلالها على اتفاق عرف باسم اتفاق سيما في 02/07/1972م تضمن اتفاق الدولتين على ما يلي:
1- أن تكون مبادئ وميثاق الأمم لمتحدة وأهدافه هي التي تحكم العلاقات بين الدولتين.
2- تتعهد الدولتان بتسوية الخلافات بينهما بالوسائل السلمية أو بأي طريقة يتفق عليها الطرفان.
3- يمتنع الطرفان عن تنظيم أو مساعدة أو تشجيع أي إجراء يخل بالحفاظ على العلاقات السلمية بينهما.
4- تتعهد الدولتان بالتزام مبادئ التعايش السلمي بينهما واحترام السيادة والوحدة الإقليمية لكل منهما وكذلك عدم التدخل في الشؤون الداخلية الأخرى على أساس من المساواة والمنفعة المتبادلة.
5- أن يمتنع الطرفان وفق أحكام ميثاق الأمم المتحدة على استخدام القوة والتهديد باستخدامها ضد الوحدة الإقليمية والاستقلال السياسي لكل منهما .
وقد كان اتفاق سيما من جانب الهند يهدف إلى منع باكستان من الاستعانة بطرف ثالث في قضية كشمير خاصة الدول الغربية أو تدويل المشكلة حتى لا ينقلب الرأي العام الدولي ضدها .
ولا زالت النزاعات الهندية الباكستانية مستمرة، وتزداد حدة يوما بعد يوم، وتوشك على انفجار عظيم في حرب رابعة ...لكنها ستكون مختلفة إذا وقعت.
كشمير حجر الأساس في العلاقات الهندية ـ الباكستانية.
2-1.موقع واهمية إقليم كشمير:
تقع كشمير بين وسط و جنوب آسيا ، تحف بها أربع دول هي:الهند وباكستان والصين وافغانيستان ، لتشكل بذلك موقعا استراتيجيا هاما ، يرى فيه كل من هذه الدول عمقا استراتيجيا تجاه الأخر ،
لا سيما الهند وباكستان وتختلف هذه الأهمية تبعا لمقتضيات كل دولة .
تبلغ مساحة كشمير الكلية 86358ميلا مربعا ، وتبلغ مساحة الجزء التابع 53665ميلا مربعا ،ويطلق عليه اسم "جامو وكشمير" .
في حين تبلغ مساحة الجزء التابع لباكستان 32658مي مربعا ويعرف باسم "أزاد كشمير" .تتفاوت تقديرات عدد السكان في الولاية ما بين الهند وباكستان ، ففي الوقت الذي تقدر فيه المصادر الهندية أن عدد السكان يبلغ ستة ملايين نسمة ، تقدر المصادر الكشميرية شبه المستقلة أن عددهم يتجاوز 13.5مليون نسمة ،وغن اختلفت الأرقام إلا انه من المتسالم عليه وجود أغلبية مسلمة في إقليم تزيد عن70% من مجموع السكان ، والباقي من الهندوس والبوذيين والسيخ وأقليات أخرى.
ويتكون الشعب الكشميري من أجناس مختلفة، أهمها: الآريون، المغول، الأتراك، الأفغال، يتحدثون لغات أهمها الكشميرية، الهندية ، الأوردو، ويستخدمون الحروف الغربية في الكتابة .
2-2.1. الاعتبارات الدينية والسياسية:ويتراوح التنوع في الديانات والمعتقدات الدينية بين ديانات سماوية ، أهمها الإسلام ، وبين ديانات ومعتقدات وثيقة الصلة بفلسفة وحكمة نمت على الأرض الهندية خاصة والآسيوية عامة . وتؤكد الفرو قات الدينية درجة من درجات التمزق وعدم التناسق أو الانسجام بين التجمعات التي يتألف منها الكيان البشري فيها، ويزداد هذا التمزق رسوخا مع سيادة نظام بغيض يصنف الناس إلى طبقات وهذاـ من غير شك ـ مدعاة لعدم الترابط مثلما هو سيد أصيل في نشأة وتأصيل ضرب من ضروب الحقد الاجتماعي .
إذ كونها تتاخم في حدودها الهند ، الصين وأفغانستان وباكستان ، فهي إذا منطقة تواصل ما بين ثلاثة أديان :الإسلام ، الهندوسية والبوذية .
على المستوى السياسي ، تشهد "كشمير" تعايش العديد منا لحركات والأحزاب والجماعات ، جماعات سياسية ودينية وعلمانية وعسكرية.
1- الاتجاه الأول:وهو الاتجاه القومي العلماني المنادي بالانضمام إلى الهند يرى في إجراء انتخابات في الجزء الهندي من "كشمير" خطوة أولية للحصول على الحكم الذاتي ومن اهم هذه التنظيمات "حزب المؤتمر الوطني الكشميري"وهو الحزب الحاكم في كشمير الهندية ـحزب المؤتمر القومي الهندي ـ حزب باريتاجانتا .
2- الاتجاه الثاني:وهو الاتجاه المنادي بضرورة الاستقلال عن الهند ويضم هذا الاتجاه ما يقارب من(158) منظمة وقفا للمصادر الأمنية الهندية وهي مجمعة على ضرورة الاستقلال عن الهند .ولكنها مختلفة حول خيارين هما:
- الخيار الأول: المنادي باستقلال كشمير وعدم الانضمام لا إلى الهند ولا إلى باكستان ، ومن أهم هذه التنظيمات (جبهة تحرير جامو وكشميرـ المؤتمر الشعبي ـ الجبهة الشعبية الديمقراطية)
- الخيار الثاني: المنادي بضم كشمير إلى باكستان سواء كانت هذه التنظيمات موجودة في كشمير الهندية مثل: "حزب طريق حرية كشمير" ترى هذه الأحزاب أن حل القضية الكشميرية يكون عن طريق الحوار بينهم وبين الحكومة الهندية وبمشاركة باكستان.
2-3.1. الأهمية الاقتصادية:
تعتبر كشمير من أغنى مناطق العالم بمواردها الزراعية المتنوعة ، إلى جانب ما تمتاز به من الثروة القائمة على التجارة النشطة مع جيرانها ولكونها من أهم المناطق السياحية في العالم ،كما أنها تمتلك موارد المياه التي تعيش عليها باكستان، ومن ثم فبإمكان الهندأن تتحكم في مستقبل باكستان إذ أمكن لها (الهند) البقاء في كشمير .
أما عن حركة السياحة فقد شهدت نشاطا معتبرا خلال فترة الثمانينات ، إلا أن الوضع السياسي غير المستقر ما لبث أن حد من تدفق السياح والمستثمرين .
2-4.1. الأهمية العسكرية:
تنبع الأهمية العسكرية للإقليم من وقوعه في قلب شمال شبه القارة الهندية على السفوح الجنوبية لجبال الهمالايا ، واشتراكه في الحدود مع كل من الصين والتبت والهند وباكستان وأفغانستان ، واقترابه من حدود الاتحاد السوفيتي السابق وهذا يعني أن كشمير منطقة حيوية لقربها المباشر من كل الدول ذات التوجهات السياسية المختلفة .إضافة إلى ذلك فإنه يمكن إنشاء قواعد عسكرية بها نظرا لاتساع رقعتها وتوفر مواردها، وضمان الوقاية ـ النسبية ـ لكثرة الجبال والغابات ، مما يساعد على الإخفاء لأي منشآت تقام فيها . فضلا عن صلاحية أجوائها للطيران والإنتاج (الطاقة الكهربائية) ، وقربها من قلب آسيا ، وارتباطها بكثير من وسائل المواصلات مع كل هذه الأطراف.
2-2-3الآليات والاستراتيجيات الهندية الباكستانية لإدارة النزاع حول كشمير:
2-1.2. سباق التسلح:
خرجت باكستان تعلق جراحها مهزومة في حربها الأخيرة مع الهند أوائل السبعينات ، ومما زاد الحال سوءا لباكستان التجربة النووية التي أجرتها الهند عام 1974م ، هذه الهزيمة ولدت العزم لامتلاك قدرات نووية لمحاربة عدوها ـ المتربص ـ بها من حين لآخر.
وقد قال رئيس الوزراء الباكستاني آنذاك (ذو الفقارعلي بوتو) كلمته الشهيرة:"ستمتلك باكستان السلاح النووي حتى لو اضطر شعبها لأكل العشب"
وأدرك أنه لابد من توفر ثلاثة شروط لامتلاك القنبلة النووية:
1- توفير المواد الأولية القابلة للانشطار من اليوانيوم او البلوتونيوم.
2- القاعدة العلمية من علماء وفنيين.
3- الإدارة السياسية.
وحددت خمس سنوات لجاهزية المشروع ، إلا أن تسرب أنباء المفاعل النووي جعل بعض الدول تتعامل بحذر في تصدير المواد اللازمة لباكستان ، مما أدى إلى التأخر لتمتلك باكستان القنبلة النووية بعد عشر سنوات من العمل الدءوب أي في عام 1984م، فأصبحت بذلك أول دولة نووية إسلامية ، مما أثار رعب بعض الدول ولا سيما الهند وإسرائيل .
ولا شك أن باكستان استفادت من تحالفها ـ المؤقت ـ مع الولايات المتحدة الأمريكية لصد الغزو السوفيتي لأفغانستان في نهاية السبعينات ، فغضت الو.م.أ الطرف عن الجهود النووية الباكستانية.
وفي 28 ماي 1998م قامت باكستان بعد مظاهرات شعبية كبيرة تطالب رئيس الحكومة آنذاك "نور شريف" بإجراء تجارب نووية ردا على ما فعلته الهند .
2-3.2. الأهداف والآثار الإستراتيجية من التجارب النووية:
الأهداف الهندية من التجارب النووية:
1- يسعى حزب"بهاريتا" الحاكم بتحقيق قاعدة تأييد شعبية في أية انتخابات قادمة وقد وصلت نسبة التأييد لهذا الحزب(الائتلاف في قراره بالتفجيرات النووية إلى 90%) .
2- محاولة خلق توازن استراتيجي بين الهند من جهة وبين باكستان والصين من جهة أخرى (لا سيما وإن الهند قد خسرت حربها بشأن الحدود مع الصين عام 1965م مما تسبب في خلق عذر اتجه للتحالف مع باكستان .
3- لتف النظر إلى القوة الهندية الطامحة إلى العالمية.
أما عن الأهداف الباكستانية من التجارب النووية:
1- تمثل خطوة حتمية من جانب الحكومة الباكستانية في ظل الضغوط العنيفة التي مارستها كل من النخبة المثقفة ، ووسائل الإعلام ، والمؤسسة العسكرية.
2- محاولة إعطاء "بعد ديني إسلامي"
3- لصيانة الأمن القومي ومواجهة الواقع الإقليمي الجديد الذي نشأ عن التجارب النووية الهندية.
أما فيما يتصل بتأثير السلاح النووي على النزاع الهندي الباكستاني ، فإنه يمكن التمييز بين مرحلتين :
أولاهما:في الفترة من1974م إلى 1998م ، وهي مرحلة الاحتكار النووي الهندي وهي المرحلة التي حاولت خلالها نيودلهي استغلال تفوقها الاستراتيجي على إسلام أباد في تركيع تلك الأخيرة وإجبارها على القبول الرؤية الهندية لقضية كشمير . وما ان انضمت باكستان إلى النادي النووي ، في العام1998م حتى بدأت المرحلة الثانية التي توفر للطرفين فيها حالة الردع النووي المتبادل ، وهنا تغير الموقف الهندي بدرجة كبيرة ، حيث ازدان الخطاب السياسي الهندي بشأن كشمير بمصطلحات وعبارات كانت قد اختفت منه تماما مثل المفاوضات والتسوية السلمية .
2-3.البناء الهيكلي للنزاع حول كشمير:
2-1.3 هيكل النزاع في كشمير:
يرى المحللون أن هيكل النزاع في كشمير متكون مما يلي:
1- القوات الهندية والباكستانية النظامية والتي تهدف إلى الحرب في سياشين جلاسير .
2- القوات الهندية والباكستانية النظامية وشبه العسكرية التي تتبادل النار على طول خط السيطرة .
3- أنشطة حرب العصابات المحلية التي تقاتل قوات الأمن الهندية في جامو وكشمير بهدف الانفصال أو الالتحاق بباكستان.
4- المواجهات التي تحدث بين قوات الأمن الهندية والميليشيات .
5- الأنشطة"الإرهابية"ضد التجمعات الهندية بهدف دفعهم إلى الرحيل خارج إقليم كشمير المدار هنديا .
6- أنشطة الجماعات المسلحة التي تستهدف من لا أهمية لهم .
7- جماعات الشرطة الخاصة في جامو وكشمير ، التي تستخدم الإرهاب لمواجهة الإرهاب.
2-2.3 الأهداف الإستراتيجية الهندية والباكستانية:
تعتبر الهند قيام باكستان في شبه القارة الهندية أحد عوامل الإخلال بتوازن الوحدة الجغرافية والبشرية في الهند، مما أثر في احتوائها لبعض الجماعات الانفصالية كما تعتبرها سببا في بطئ نمو مستقبلها الاستراتيجي(الإقليمي والدولي) ، وعائقا أمام تحقيقها للهدف الاستاتيجي الأول وهو: التحول إلى قوة عالمية في ظل امتلاكها للمقومات البشرية والجغرافية والاقتصادية والعسكرية المقبلة بتحقيق الهدف أما عن باكستان فغالبا ما ترتبط أهدافها بالأهداف الهندية المسطرة.
2-3.3 التحالفات والاستراتيجيات المتبعة:
وقد انتهجت الهند إستراتيجية متعددة المحاور منها:
1- تنفيذ سياسة الاكتفاء الذاتي .والاعتماد القليل على المعونات الخارجية .
2- بناء الأسس القوية للجيش والقوات المسلحة معتمدة على الكثافة البشرية الهائلة ، لحفظ أمنها الداخلي والقدرة الدفاعية الردعية.
3- انتهاج سياسة عدم الانحياز للحفاظ على حريتها في التصرف بين الدول الكبرى (لكنها اقامت خلال فترة الحرب الباردة علاقات جيدة مع الاتحاد السوفياتي لمواجهة التحالف الباكستاني الأمريكي ـ المؤقت ـ لصد أطماع السوفيات في الوصول إلى المياه الدافئة من خلال افغانستان وكذلك لمواجهة التحالف الوثيق بين باكستان والصين)
4- التعاون مع اسرئيل للإستفادة من قدرتها العسكرية والفنية لمواجهة لتقارب العربي الباكستاني .رغم التوازن في العلاقات العربية الباكستانية ولتحجيم القدرة النووية الباكستانية.
5- استثمار المناوشات الباكستانية الهندية على شطري كشمير للضغط السياسي على باكستان .
6- استثمار التقارب الهندي ـ الأفغاني (حديث العهد) لفتح جبهة أخرى ضد باكستان .
باكستان بدورها نهجت استرتيجية متعددة المحاور منها:
1- في العام 1954م دخلت باكستان حلف "أوتاس"OTASE المناهض للإتحاد السوفياتي في الشرق الأوسط .
2- التأكيد على التحالف الاسترتيجي مع الصين ، كونها مصدرا مهما من مصادر برنامجها النووي وبرنامج تطوير الصواريخ الاسترتيجية .
3- إعطاء البعد الإسلامي. .
4- اعتماد باكستان على استراتيجية " التصعيد المحدود " في كشمير عبر دعم المتسلحين و"كافة الهاوية" من خلال التهديد بحدوث كارثة نووية حالة عدم تدخل القوى الكبرى للضغط على الهند حتى تقبل بأية تسوية سلمية لقضية كشمير ، أو أن تذعن لقرارات الشرعية الدولية في هذا الصدد.
وذلك أملا في تحيك الموقف الدولي بشأن قضية "كشمير"
3- النزاع الهندي الباكستاني حول كشمير بين امكانيات الحلول السلمية واحتمالات المواجهة:
3-1. إمكانيات الحلول السلمية:
هناك مؤشرات عديدة ترجح استعداد الطرف الباكستاني للتنازل عن تطبيق مقررات الأمم المتحدة وإجراء استفتاء حر في كشمير ،مقابل الاستعداد لقبول تسوية سياسية للمشكلة مع ضمان المصالح الإستراتيجية الباكستانية في الإقليم .
وقد نشرت في إحدى الصحف العسكرية الباكستانية تصورا لحل قضية كشمير يجمع بين خياري الاستفتاء و التقسيم .
يقوم هذا الاقتراح على ضم بعض المناطق على الجانب الباكستاني من خط السيطرة إلى الهند (ليه، جامو، أودهومير، راجوري)
أما المناطق الأخرى (منطقة الوادي، كارجيل، دودا، بونش، راجوردي)فيتم وضعها تحت وصاية الأمم المتحدة لمدة 5 سنوات قبل تطبيق استفتاء حر ونزيه .
وفي السياق نفسه طرح رئيس الوزراء الأسبق لحكومة كشمير الحرة "سردار سيكندر حياة خان" بديلا آخر في شهر ماي من سنة 2003م يقوم على تقسيم "كشمير" عبر بهر تشناب.
ووفق صفة الصيغة يتم إعادة رسم خط السيطرة عبر مجرى النهر بحيث:
- يتم ضم المناطق ذات الأغلبية الإسلامية التي تقع على يمين مجرى النهر إلى باكستان.
- يتم ضم المناطق ذات الأغلبيات الهندوسية والبوذية التي تقع على يسار مجرى النهر إلى الهند.
من الواضح أن القضية الكشميرية التي تجاوز عمرها الـ 50 عاما لا يمكن أن يتوصل إلى تسوية نهائية خاصة بها في فترة قصيرة . إلا أنه ومن خلال المعطيات المتوفرة فيما يتعلق بالوضع في كشمير والتوجهات الهندية الباكستانية بشأن تلك القضية ، يمكن تحديد محددين أساسيين يمكن أن تمثل الأساس لدخول الطرفين ـ المباشرين ـ في حوار بناء بشأن كشمير" .
1- تحجيم انطلاق مسلحين أو عمليات مسلحة من أراضي الهند وباكستان.
2- تسوية ما يتعلق بقوائم المطلوبين من كلتا الدولتين.
3- هناك عدد من العوامل الموضوعية التي مثلت قاعدة الأساس في هذا الاتجاه :
أ- انتهاء الحكم العسكري المتشدد في باكستان وانتقال باكستان بعد رحيل ضياء الحق إلى الحكم السياسي المدني المتعدد الأحزاب ، مما جعل النخبة السياسية في كلا البلدين ترى في " التماثل الديمقراطي" بينهما أساسا جيد للتفاهم والتطبيع.
ب- ضعف الاستقطاب الدولي في ظل حالة الانفراج بين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي ن الوضع الذي يساعد على تخفيف حدة التوتر الإقليمي في العديد من مناطق العالم.
إدراك قادة الهند وباكستان لأهمية دعم اتحاد دول جنوب آسيا للتعاون الإقليمي التي تنتمي غليه الدولتان منذ إنشائه عام 1984م وجعله كيانا حقيقيا ن وهو يحتاج بالضرورة إلى تطبيع العلاقات بين اكبر دولتين فيه.
د- إن أي حرب واسعة النطاق بينهما سوف تتطلب تكاليف مادية عائلة ، ليس بمقدور أي منهما تحملها.
3-2. الوضع الرهن:
إن استمرار فعالية "الردع" ، ومن خلال المعطيات المتوفرة فيما يتعلق بالوضع في كشمير والتوجهات الهندية الباكستانية بشأن تلك القضية كفيل بإبقاء الوضع على ما هو عليه.فمن العوامل الهامة وجود للأسلحة النووية في كل من الهند وباكستان مما يهدد الأمن والاستقرار في تلك المنطقة .
فاستخدام أسلحة نووية من قبل الطرفين يعتبر أسوأ ما قد يحصل بالنسبة للجنس البشري .وربما أسوأ مما حدث في هيروشيما ونغازا كي. فإن استخدام أسلحة نووية هنا على نطاق ضيق جدا يؤدي إلى موت حوالي 577000 شخص باكستاني وجرح 58000 شخص وذلك حسب دراسات إحصائية أمريكية.
إذا حدث هجوم باكستاني مماثل على الهند فإنه سوف يؤدي إلى موت حوالي 603500 شخص هندي وجرح حوالي 8500000 شخص .
ومنه فمن الجائز القول أن السباق النووي بين الهند وباكستان يرمي في نهاية المطاف إلى الردع أكثر من كونه مؤشرا على إمكانية نشوب نزاع مسلح بينهما.
فالردع يحدد إطار هذا النزاع ودرجة تصعيده وسقف الخسارة لكل طرف بما لايؤدي إلى نشوء رغبة في شن حرب نووية شاملة.
3-3. احتمالات المواجهة:
هناك جملة من المعلومات التي تحول دون التوصل إلى تسوية سلمية لمشكلة كشمير .
1- الجانب الباكستاني:
- على مستوى القيادة السياسية: ما زالت قضية كشمير تمثل أحد المحاور الرئيسية لنظم الحكم الباكستانية على اختلاف توجهاتها.
- على مستوى المؤسسة العسكرية: تمثل المؤسسة العسكرية أحد المحددات الرئيسية في تطور هذا النزاع وهي المدافع الرئيسي عن التوجهات الإستراتيجية الباكستانية ـ التقليدية ـ اتجاه النزاع حوا "كشمير"
- نفوذ بعض القوى الإسلامية: لا يمكن إغفال استمرار نفوذ بعض القوى الإسلامية التقليدية داخل المجتمع الباكستاني والتي تتبنى موقفا متشددا بشان "كشمير"
2- الجانب الهندي:
- الأحزاب السياسية الهندية: لعب النظام الحزبي في الهند دورا واضحا خلال العقود السابقة في الحفاظ على النزاع الهندي الباكستاني ومشكلة كشمير، وليس من المتوقع تراجع دور الأحزاب السياسية في التأثير على طريقة إدارة النزاع من جانب الهند مستقلا .
- استمرار دور التنظيمات الهندوسية ـ المتطرفة ـ
- المؤسسة العسكرية: على الرغم من تراجع الدور السياسي للمؤسسة العسكرية الهندية مقارنة بنظيرتها الباكستانية ، إلا أن هذا لا ينفي الدور الذي يمكن ان تلعبه تلك المؤسسة في إعاقة عملية تطبيع العلاقات الهندية الباكستانية وتسوية مشكلة كشمير.
إلا انه بعيدا عن احتمالات نشوب حرب محسوبة ومخططة بين الجانبين الهندي والباكستاني ، فإن هناك احتمالات قوية لوقوع حرب نووية بينهما عن طريق الخطأ او سوء التقدير أو المصادقة .
ويبدو هذا الاحتمال واردا في ضوء التوتر الشديد الذي يخيم على العلاقات بين البلدين وافتقار كل من الهند وباكستان إلى الخبرة العسكرية والفنية الكافية ، بالإضافة إلى نقص التكنولوجيا اللازمة لضمان الكفاءة في تشغيل الأسلحة النووية وعدم بلورة استراتيجيات عسكرية وعقائد قتالية واضحة لاستخدام السلاح النووي .
كل ذلك يعرض المنطقة لأخطار اندلاع الحرب النووية عن طريق الخطأ أو الصدفة.
خاتمة:
إن المتأمل للنزاع بين الهند وباكستان حول إقليم كشمير، يلاحظ انه يأخذ شكل بندول الساعة أو ثورات براكين ، فهو يثور بعنف ثم يخمد لفترة لكي يستأنف ثورته مرة أخرى ، وهكذا وأمام حرص الدول الكبرى على عدم توريط نفسها في نزاع معقد ومن يبقى مستقبل قضية كشمير مبهما " فتظل كشمير معلقة بين احتمالات التفجير والتصعيد مجددا في أي وقت ما لم تكن هناك فرصة حقيقية لتسوية نهائية وعادلة وما لم تتوفر مجموعة من التغيرات الموضوعية الضامنة لعملية كبح مصادر التوتر التاريخية والتقليدية بين الدولتين.
الميزان العسكري بين الهند وباكستان
الهند باكستان
عدد السكان 984.44 مليون نسمة 140.69 مليون نسمة
إجمالي الناتج المحلي 3854بليون دولار 61 بليون دولار
تعداد القوات المسلحة إجمالي القوات المسلحة1.17مليون+528.4 ألف احتياط و 980 ألف جندي عامل إجمالي القوات المسلحة 587 ألف +513 ألف احتياط و520 ألف جندي عامل .
عدد الدبابات 3414 دبابة 2120 دبابة
سلاح البحرية 55 ألف فرد ، حاملة طائرات ، 6مدمرات، 19غواصة 67 طائرة (هارييد) 13 هيلوكبتر 22 ألف فرد ،9 غواصات، مدمرتان ، 7 طائرات مقاتلة، 12 هيلوكبتر.
سلاح الجو 140 ألف فرد، 772طائرم مقاتلة 32 هليكوبتر 45 ألف فرد، 410 طائرة مقاتلة.
الصواريخ
الهند باكستان
النوع المدى(كم) وزن الرأس الحربي (كغ) النوع المدى (كم) وزن الرأس الحربي (كغ)
بريتني 150 كم 1000 كغ هاتف-1 60 كم 500 كغ
ساجاريكا 250 كم 500 كغ هاتف-2 800 كم 500 كغ
أجني 2500 كم 1000 كغ هاتف-3 300 كم 500 كغ
قائمة المراجع:
المراجع باللغة العربية:
1- صالح يحي الشاعري ، تسوية النزاعات الدولية سلميا ( القاهرة: مكتبة مدبولي , 2005)
2- صلاح الدين الشامي ، دراسات في الجغرافيا السياسية ( الاسنكندرية :منشئة المعارف , 1994 ) .
3- فريد لعزيز , النظام العالمي الجديد القرن 21 ( دمشق: دار الرشيد 1994 )
4- محمد عبد الغني سعودي ، الجغرافيا والمشكيلات الدولية (بيروت : دار النهضة العربية للطباعة والنشر ، .د. س. ن )
5- مصطفي طلاس ، الاستراتيجية السياسية العسكرية ( دمشق : دار فراس للدراسات والنشر , 1991)
الموسوعات
1- عبد الوهاب الكياني ، موسوعة السياسية ، ج . 4, ح (ه)( بيروت : المؤسسة العربية للدراسات والنشر ,1994 )
الدوريات
1- احمد ابراهيم محمود ك ، دوافع التحول : اهداف التجارب النووية الهندية والبكستانية , السياسة الدولية ، ع .133 (1998)
2- احمد الطاهر ، ازمة كشمير بين معضلة الانتخابات والدور الامريكي , السياسة الدولية , ع.150 ( اكتوبر 2002 )
3- يشير عبد الفتاح ، الصراع الهندي – البكستاني حول اقليم كشمير، السياسة الدولية ، ع.137 (جوليا 1999)
4- يشير عبد الفتاح ،الهند وباكستان : صراع متجدد ، السياسة الدولية ، ع.149 (جوليا 2002)
5- زكويا حسين ، الاثار الاستراتيجية الاقليمية للتجارب النووية الهندية الباكستانية السياسة الدولية ،ع.133 (1998)
6- طارق عادل الشيخ ، كشمير ورؤى ما بعد 11سبتمبر 2001 , السياسة الدولية ، 148 (افريل 2002)
7- فوذي حماد ، التفجيرات النووية الهندية والباكستانية – الموقف بعد عام ، السياسة الدولية ، ع، 137 (جوليا 1999)
8- محمد عبد السلام التجارب النووية : بحث عن إطار تحليلي ، السياسة الدولية ، ع 133. (1998)
9- ممدوح عطية ، القدرات النووية الهندية ...وتطورها، السياسة الدولية ، ع.133 (1998)