ها هي الأيام الأخيرة المعدودة التي حدّدها الغرب لتنحية النّظام السّوري ، فقد تكالب الغرب و عربان الخليج على سورية ، فاختلفت المصالح لكنّ هدفهم و غايتهم واحدة فبالرّغم من ان النّظام السّوري غير ديمقراطي وهو ما أشهد به شخصيّا و الجميع في ذالك ولكن ...هل السّعودية الحاملة للواء التّكفير عبر أبواق مشايخهم المشئومين دولة ديمقراطيّة ؟هل الحيّز الجغرافي الصّغير المعروف بدويلة قطر نظام ديمقراطي يقتدي به ؟هل يتوقّع العاقل أن حكماء بني صهيون يرضون بديمقراطية حقيقيّة قد توصل إلى دولة إسلامية قد تهدّد وجودهم ؟
إنّ أغلب دول الخليج لا تعرف الممارسة السياسية و لو حتى كانت شكليّة ، فهي غير الأبراج الشاهقة و القصور المتخمة و الدّعارة و العمالة لا تتخذ سوى شعار البطنة قبل الفطنة .قد يحسبني القارئ ممجّدا للدّكتاتوريّة و ما شابه ذلك لا لست كذلك فطغاتنا في العالم العربي عمّروا كثيرا ، استغلّوا شعوب المنطقة العربية في شكل من أشكال العبوديّة في العصر الحديث لكن و مع ذلك إن قيام الشعوب بحراك سياسي يسقط أنظمة على شاكلة الثورات الملونة في أوروبا الشرقية أمر شبه مستحيل فقد نلجأ لوسائل أشد حزم مع طغاتنا ، فوقعنا و للأسف في شرك الدّول الغربيّة الذين هم من مجّدوا طغاتنا و مع مسايرة عجلة الزّمن صاروا يريدوننا أن نتحرّر حبّا فينا و لسواد عيوننا .. !!
فعوض أن ينتزع الدّكتاتور نخرّب الغالي و النّفيس كي ندخل في ما يعرف بإعادة الاعمار و ننقد الغرب من أزماته المالية ، ثمّ نساير حقوق الإنسان بالمفهوم الغربي الذي لا يحترمه أصلا ، فنقيم كيانات صغيرة مفتتة تضعف الأمة العربية و تزيد من شرخ الضعف والهوان ، و الأدهى و الأمر من ذلك أن تأتي النخب - المعارضة في الخارج ....- التي كانت ترقص في ملاهي الغرب و تشرب من خمره لتقيم لنا ديمقراطيّة الفلاسفة العريقة ، إن المتتبّع لفكر شعوبنا العربية المشحونة بإرادة التحرر .. و للأسف تفتقد لتّقديرات العقلانية في خطواتها ، فبمجرد دغدغة نسيم القوة النّاعمة لمشاعرها تنفعل و تصدر أفعال غير محسوبة و لا مدروسة ، فالميليشيات المسلحة عبر العالم و ما يعرف بتنظيم القاعدة هذا الكيان الخرافي الأمريكي ، يعمل على تطبيق الاستراتيجيات الأمريكية من دون هوادة ، خير مثال على ذلك القاعدة الحليف الأمريكي زمن الغزو الروسي لأفغانستان ، العدو زمن الاحتلال الأمريكي لأفغانستان هي المعادلة الرياضية التي عجزت الشعوب العربية عن حلّها ، فالإرهابي الذي كان يحارب في أفغانستان ضد الناتو و الولايات المتحدة ، صار مجاهدا في سورية وقس على ذلك.