جامعة خنشلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى التواصل بين طلبة جامعة عباس لغرور خنشلة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اللسانيات التداولية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 303
تاريخ التسجيل : 09/05/2013

اللسانيات التداولية  Empty
مُساهمةموضوع: اللسانيات التداولية    اللسانيات التداولية  Emptyالثلاثاء نوفمبر 05, 2013 9:05 pm

اللسانيات التداولية :[
التداوليةPragmatique Linguistique من أحدث الاتجاهات اللغوية التي ظهرت وازدهرت على ساحة الدرس اللساني الحديث والمعاصر؛ وتعني دراسة اللغة  أثناء الاتصال اللغوي, ولعل هذا ما جعلها أكثر دقة وضبطا، حيث تدرس اللغة أثناء استعمالها في المقامات المختلفة, وبحسب أغراض المتكلمين وأحوال المخَاطبين.
وتعنى الّلسانيات التّداولية في سبيل دراستها للّغة, بأقطاب العملية التواصلية؛ فتهتمّ بالمتكلّم ومقاصده، بعدِّه مُحرِّكا لعملية التواصل. وتراعي حال السامع أثناء الخطاب, كما تهتم بالظروف والأحوال الخارجية المحيطة بالعملية التواصلية، ضمانا لتحقيق التواصل من جهة، ولتستغلّها في الوصول إلى غرض المتكلم وقصده من كلامه من جهة أخرى.
فالتداولية إذن علم تواصلي جديد، يعالج كثيرا من ظواهر اللغة ويفسرها ويساهم في حل مشاكل التواصل ومعوقاته، وممّا ساعدها على ذلك أنّها مجال رحب يستمدّ معارفه من مشارب مختلفة, فنجده يمتحُّ من علم الاجتماع وعلم النفس المعرفي, واللسانيات وعلم الاتصال والأنثروبولوجيا, والفلسفة التحليلية( ).
وبذلك فالتداولية تستند إلى كثير من مكاسب المعرفة الإنسانية المختلفة, ممّا أكسبها طابع التّوسع والثراء في مُعالجاتها المختلفة للغة؛ وجعلها تتّخذ لنفسها مكانة مهمة بين البحوث, بعدما كانت تعدّ سلة مهملات للسانيات.
1_تعريف التداولية: إن تقديم تعريف للتّداولية, يُـلِمُّ بجميع جوانبها, ويشملها أمر من الصعوبة بمكان, ذلك أنها مبحث لساني، ونظرية لمََا يكتمل بناؤها بعد، هذا من جهة, ومن جهة أخرى نجدها تتقاذفها مصادر معرفية عديدة( )؛ إذ لكل مبدأ من مبادئ التداولية مصدر انبثق منه( ), كما أنّها تتداخل مع كثير من العلوم الأخرى, مما جعل كل باحث ينطلق في تعريفها من مجال تخصُّصه, ولذلك سنكتفي بإيراد أهم ما جاء في تعريفها فقط.
أ-لغة: يرجع مصطلح التداولية في أصله العربي إلى الجذر اللغوي (دول)، وله معان مختلفة, لكنها لا تخرج عن معاني التّحول والتّبدل, فقد ورد في معجم أساس البلاغة للزمخشري(ت 538هـ): «دول: دالت له الدولة, ودالت الأيام, بكذا, وأدال الله بني فلان من عدوهم, جعل الكثرة لهم عليه…وأديل المؤمنون على المشركين يوم بدر, وأُديل المشركون على المسلمين يوم أحد…والله يداول الأيام بين الناس مرة لهم ومرة عليهم... وتداولوا الشيء بينهم, والماشي يداول بين قدميه, يراوح بينهما»( ).
وجاء في لسان العرب لابن منظور(ت هـ):«تداولنا الأمر, أخذناه بالدّول وقالوا دواليك أي مداولة على الأمر… ودالت الأيام أي دارت, والله يداولها بين الناس, وتداولته الأيدي أخذته هذه مرة وهذه مرة, وتداولنا العمل والأمر بيننا، بمعنى تعاورناه فعمل هذا مرة وهذا مرة»( ).
فالملاحظ على معاجم العربية أنّها لا تكاد تخرج في دلالاتها للجذر"دول" على معاني: التّحول والتّبدل والانتقال، سواء من مكان إلى آخر أم من حال إلى أخرى، ممّا يقتضي وجود أكثر من طرف واحد يشترك في فعل التحوّل والتّغير والتّبدل والتّناقل «وتلك حال اللغة متحوّلة من حال لدى المتكلم، إلى حال أخرى لدى السامع, ومتنقلة بين الناس, يتداولونها بينهم, ولذلك كان مصطلح (تداولية) أكثر ثبوتا بهذه الدلالة من المصطلحات الأخرى الذّارئعية, النفعية, السِّياقية»( ).
   ولعل هذا الثبوت لمصطلح التداولية هو الذي جعل الباحث المغربي "طه عبد الرحمان" يستحدث مفهوم" المجال التداولي"في ترجمته لمصطلح pragmatique، يقول في توصيفه للفعل" تداول":« تداول النّاس كذا بينهم يفيد معنى تناقله الناس وأداروه بينهم ومن المعروف أيضا أنّ مفهوم النقل والدوران مستعملان في نطاق اللغة الملفوظة كما هما مستعملان في نطاق التجربة المحسوسة ، فيقال: " نقل الكلام عن قائليه" بمعنى رواه عنه، ويقال دار على الألسن بمعنى جرى عليها...فالنّقل والدّوران يدلاّن في استخدامهما اللغوي على معنى التّواصل وفي استخدامهما التجريبي على معنى الحركة بين الفاعلين...، فيكون التّداول جامعا بين اثنين هما: التّواصل والتّفاعل فمقتضى التداول إذن أن يكون القول موصولا بالفعل»( ).
   يخلص الباحث إلى كون مجال التّداول يحمل معنى التّواصل بين المخاطبين والتّفاعل فيما بينهم، ومقتضاه أن يكون القول المتلفظ به موصولا بفعل إجرائي، وهذه المدلولات اللغوية للفعل تداول وارتباطه المباشر بالممارسة التراثية، هو ما جعل الباحثين يتلقّونه بالقبول حينما وضع الباحث "طه عبد الرحمان" "التّداوليات" مقابلا للمصطلح الأجنبي " pragmatique "، سنة 1970 ( ).
   بيد أنّ الباحث الجزائري "عبد الملك مرتاض "يشك في ملاءمة المصدر"تداولية" للمصطلح الأجنبي ويقترح أن يكون "التّداول" دون الباء الصناعية كي لا يتمّ ترجمة مصطلحيpragmatisme  و pragmatique بصيغة عربية واحدة، فيكون التداول للدّلالة على الأول، أي "تداول اللغة" وتكون "التداولية" للدلالة على المفهوم الثاني المرتبط بالنّزعة المذهبية الفلسفية القائمة على مبدأ النفعية( )، وبذلك نضمن سلامة الاستخدام العربي في وصف المعاني المتقاربة، وتقبّل المصطلحات بالدّقة اللاّزمة.
   وأمّا مصطلح التداولية في أصله الأجنبي "pragmatique"فإنّه يعود إلى الكلمة اللاتينية pragmaticus المبنية على الجذرpragma، ويعني العمل أو الفعل Action( ) وتقلّب المصطلح على مدلولات عدة، لينتقل استعماله إلى الميدان العلمي بداية من القرن17م، وصار يدلّ على كلّ ماله علاقة بالفعل أو التّحقق العملي وبعبارة أخرى، يدل على كل ما له تطبيقات ذات ثمار عملية أو يفضي إليها.
وهذا المعنى هو الذي قدم له"ديوي" في قاموس القرن " gentury Dictionary"   1909 حيث وصل لكون «التداولية هي النظرية التي ترى أن عمليات المعرفة وموادها إنما تتخذ في حدود الاعتبارات العملية أو الفرضية فليس هناك محل للقول بان المعرفة تتحدد في حدود الاعتبارات النظرية التأملية الدقيقة، أو الاعتبارات الفكرية المجردة»( ).
بمعنى أن التّداولية تطلق على مجموعة من المعارف والفلسفات التي ترى أن صحة الفكرة تعمد على ما تؤدي إليه من نتائج عملية ناجحة في الحياة .
ب/اصطلاحا: يعود الفضل في استحداث مصطلح التّداولية في الثقافة الغربية إلى الفيلسوف الأمريكي "تشارلز ساندرس بيرس" ch.s.peirse(1839/1914) حينما نشر مقالتين في مجلة "ميتافيزقيا"، سنة 1978 و1979 بعنوان "كيف يمكن تثبت الاعتقاد؟  ومنطلق العلم:كيف نجعل أفكارنا واضحة؟ حيث أكد على أن الفكر في طبيعته إبداع لعادات فعلية، ذلك أنه مقرون بقيمتين: متى يتم الفعل؟ وكيف يتم؟ فيكون مقترنا بالإدراك في حالته الأولى وفي الحالة الثانية يؤدي الفعل إلى نتيجة ملموسة، ليصل إلى أن الممارسة والتّطبيق والفعل، هي التي تشكّل الأساس والقاعدة لمختلف الأفكار( ).
  ويرجع أول استعمال لمصطلح التّداولية إلى الفيلسوف تشارلز موريس   charles)  wiliam mouris) سنة 1938، حيث قدم لها تعريفا في سياق تحديده للإطار العام لعلم العلامات simiologie، وذلك في مقال له ركز فيه على مختلف التّخصصات التي تعالج اللغة(التركيب والدلالة والتداولية)، ليصل إلى أنّ« التداولية جزء من السيميائية التي تعالج العلاقة بين العلامات ومستعملي هذه العلامات» ( ).وهو تعريف يتجاوز المجال اللساني ليشمل غيره من المجالات غيراللسانية (المجال السيميائي).
      ولعل محاولة الوقوف على تعريف موحد للتّداولية، يعدّ من الصعوبة بمكان نظرا لتنوع خلفياتها الفكرية والثقافية، فتعدّدت التعريفات بحسب تخصّصات أصحابها ومجالات اهتماماتهم، ومن أبرزها ما قدّمه "فرانسيس جاك" francis jaques، « تتطرق التداولية إلى اللغة كظاهرة خطابية وتواصلية واجتماعية معا» ( ). فالتداولية تتجاوز الدّراسة البنوية (السكونية) للّغة إلى دراستها في سياق استعمالها، ومراعاة كل ما يحيط بها من أحوال وما تخضع له من مقاصد المتكلّمين، ولذلك عرّفها الباحث "الجيلالي دلاش" بكونها« تخصّص لساني يدرس كيفية استخدام الناس للأدلة اللغوية في صلب أحاديثهم وخطاباتهم كما يُعني من جهة أخرى بكيفية تأويلهم لتلك الخطابات والأحاديث»( ) ثم يردف كلامه بإجمال تعريف التداولية، في قوله: «هي لسانيات الحوار أو الملكة التبليغية» ( ).لأنها في إطار عنايتها بدراسة اللغة أثناء الاستعمال تهتمّ بعناصر التّخاطب و التّحاور فتُراعي قصد المتكلم ونواياه، وحال السامع وظروفه، وتبحث في شروط نجاعة الرسالة، وسلامة الحوار بين المخاطبين وكل ما يحيط بهم، فالتّداولية إذن تُعنى بكل ما يتّصل بالعمل التّخاطبي بحثا عن المعنى، وضمانا للتّواصل.
    ويجعلها الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمان، بعدِّه أوّل من أدخلها إلى الثقافة العربية، تختصّ بوصف كل« ما كان مظهرا من مظاهر التّواصل و التّفاعل بين صانعي التراث من عامّة النّاس وخاصّتهم...،فالمقصود "بمجال التداول" في التجربة التراثية، هو إذن محلّ التّواصل والتّفاعل بين صانعي التراث( ).
   فالتداولية إذن في أبسط تعريفاتها: دراسة للغة أثناء استعمالها واستخدامها في سياق التخاطب، تقوم على مراعاة كل ما يحيط بعملية التخاطب، للوصول إلى المعنى وإحداث الأثر المناسب، بحسب قصد صاحبه، وتبحث في الشروط اللاّزمة لضمان نجاعة الخطاب وملاءمته للموقف التّواصلي الذي يوجد فيه المتلفظ بالخطاب والسامع له.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://khenchelauniv.yoo7.com
 
اللسانيات التداولية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جامعة خنشلة :: كلية الآداب :: منتدى اللغة العربية وآدابها-
انتقل الى: